النهار ١٣/١٠/٢٠١٤
منتدى رابطة المدن الكنعانية والفينيقية والبونية "طريق الأبجدية" للحفاظ على التراث المتوسطي
منتدى رابطة المدن الكنعانية والفينيقية والبونية "طريق الأبجدية" للحفاظ على التراث المتوسطي
قاعات متحف مدينة البيريه اليونانية حضنت اعمال المؤتمر وجلساته العلمية والتاريخية، وفي ظل الآثار والتماثيل الحجرية واللوحات المنقوشة من آلاف العصور، ناقش المجتمعون المشكلات والتحديات التي تواجه مدن البحر المتوسط في مجالات السياحة الثقافية والتربية والتعليم والتلوث والبيئة البحرية وانعاش صناعة الحرفيات، وركزت على نشوء الابجدية والكتابة واصولها وتطورها.
استهل الافتتاح بترحيب من وزير الثقافة اليونانية، ثم تولت النائبة السابقة لرئيس البرلمان الاوروبي رودي كراتسا تقديم المتحدثين وفي مقدمهم وزير الخارجية الفرنسية السابق ورئيس "لجنة اصدقاء الجمعية الدولية للمحافظة على صور" هيرفيه دي شاريت الذي القى كلمة اشار فيها الى ان اللغة اليونانية تستمد جذورها من ابجدية صور الفينيقية، وتحدث عن اهمية اليونان التي اعطت اوائل الفلاسفة والمفكرين الذين ارسوا مفاهيم الديموقرطية والحوار، مؤكدة عراقتها في مجالات التاريخ والفلسفة والعلوم والجغرافيا والرياضيات. وتوجه الى الحضور قائلا: انتم تمثلون قوى السلام، لافتا الى ان المشكلات والاضطرابات التي تواجه منطقة المتوسط ناتجة عن عدم قدرة شعوبها على التفاهم في ما بينهم من جهة ، وللتأثير القوي للقوى الخارجية التي تستعمل شعوب المنطقة وتستغلها من اجل تحقيق اهدافها الغريبة عنا. واكد ان الحروب القائمة في المنطقة تضعنا امام مسؤوليات كبرى ، ويعود الينا استعادة تاريخنا الذي يجب ان نبنيه على اسس السلام والثقافة والتعلق بتراثنا والاعتراف بقيمنا المشتركة والقبول باختلافاتنا".
ثم تحدثت رئيسة "الجمعية الدولية للمحافظة على مدينة صور" مهى الشلبي فاوضحت الهدف من هذا المؤتمر فقالت: "في عصر الاتصالات الحديثة، نعود لنؤكد اهمية الابجدية الفينيقية ، هذا الاكتشاف الذي يعتبر القاعدة الاساسية للحوار والتواصل بين الاشخاص لا بل بين الشعوب والمجتمعات". واكدت ان "الكتابة الابجدية التي لا تشيخ عبر آلاف السنين، تبقى في الواقع العنصر المسير الثابت للافكار في هذا العالم المضطرب، وتنقل التنوع الثقافي بغناه وبكل كنوزه وروعته، مع بقائها القاسم المشترك الذي لا مفر منه".
واعلنت عن مباشرة العمل في تنفيذ مشروعين كبيرين يدخلان في اطار اهداف رابطة المدن الكنعانية الاساسية التي تقوم على اساس المحافظة على التراث الفينيقي ونشره، وهما: انشاء معهد البحوث عن الحضارات الكنعانية والفينيقية والبونية. وانشاء المدينة الحرفية " أشتار"، التي اصبحت خرائطها جاهزة للتنفيذ.
وختمت: "نحن مجتمعون هنا لنشر التنوع الثقافي، وتثبيت دعائم ثقافة السلام الضرورية التي نحن في أمس الحاجة اليها في هذا العالم الذي يجتاحه العنف واعمال الاجرام واللاإنسانية".
may.abboudabiakl@annahar.com.lb
Envoyé de mon Ipad
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق