الحضارة الفينيفية المنسيَة

كان زمن عريق وكانت فيه فينيقيا هي المدينة والباقي قرية..

الأربعاء، 11 أبريل 2018

.الدِين - بحث تاريخي

                                                        الدِين

                                     بحث تاريخي
الدِين هو مجموعة العلاقات بين المخلوقات والخالق...واوّلاً إلايمان بالخالق القدّوس وباسمه وصفاته التي تُشبِع طموحات البشر وهي الحياة الكريمة الفرديّة والجماعيّة على الارض ..والامل بأنّ الخالق سَيُعطي حَياةً ثانية هَنيئة...وسَيُقيم البشر من الاموات...وأنّه سَيُدين بِدَينونة أخيرة تُنصِف المخلوقات والتي يُمكِن ان تَرفع مِن سَعادة كل فَرد في الحياة الثانية...
ومِن أقدم العُصور, والشعوب الكنعانية- الفينيقيَّة المُنتشرة مِن تركيّة الى  ما بعد سيناء الى حٌدود مصر تَعَبَّدَت الى خالق تُسميّه ايل="ا ل" (بحرفين بالفينيقيّة) وآمنت هذه الشعوب الى اليوم بالقدّوس"ا ل" وأكرمَت مَلائكته:"جُبرائيل ورَفائيل وميكائيل, وأنبياؤُه: صموئيل ويعقوب الذي لقِّبَ:اسرائيل, ورَعُوئيل واسماعيل ويوئيل, ودانيال وحزقيّال.. وهناك كثيرٌ من الشخصيّات حَملت هذا الاسم: جُملائيل, نتنائيل, فنوئيل.. كما اليوم:عبد الله ورزق الله..وعِدّة بَلدات شَرقيّة:"بَيت ايل", وتعنايل وجبرايل وسعدنايل... وتَوصَّلنا في أطرُوحتنا الاولى الى عِدّة ثَوابت: 1- لغة "العهد القديم" العِبري هي لغتنا الفينيقيّة...2- لا تُوجد الى اليوم ايّة لغة عِبريّة, فهم يَتَكلّمون لغتنا الفينيقيّة من ايّام حِيرام والملك سليمان... ولغتنا كانت مُنتشرة كالانكليزيّة اليوم وشُعوب الشَّرق ما تَزال تَتَكلمها مع زِيادة كَبيرة بِكلمات مِن عِبارات ولهجات مَحلّيّة........... 3- الكاهن عزرا العبري حاول في بابل جَمع وإعادة كِتابة كُتبهم الدينيّة, لِنَشرِها  لِشعبه في السَّبي هناك سنة 400 ق.م. فخاف ان يَكتُبها بالحرف الفينيقي المَعروف جِدّاً, لانّ الانبياء والمزامير يُهدِّدون الشُّعوب وأهل بابل: فالمزمور137 يقول:"يا ابنت بابل طوبى لمن يأخذ اطفالكِ ويُكَسِّر بهم الصخرة".فلهذا إختار إثنين وعشرين شَكلاً مُقابِل الاحرف الفينيقيّة وكَتَب بهم بالفينيقيّة.. ونحن نُعَلّم اللغة الفينيقيّة بِحُروفها الاصليّة وبحرف عزرا... ونُعلّمُ  عدّة   لغات  غيرها..........   4- وكلمة "البعل" ليست اسم عَلم لِرَئيس [ا ل يم]= الملائكة بل تَعني السيّد... فاغفلوا اسمه الحقيقي لكثرة قداسة اسمه فهو الاوّل بعد الخالق.وهكذا الاسم "يهوه" الذي يَعني الكائن(الثاني) والاسم الثالث لريس الملائكة: صَرخته مِ كَ "ا ل":ميكائيل  فنستنتج انّ الاسماء الثلاثة هي تعني شخصاً واحداً وهو: [ رئيس الملائكة ]....
5- وآمنت الشعوب الكنعانيّة- الفينيقيّة بأنّ هذا الخالق القدّوس"ا ل" هو قادرٌ  ان يُعطي البشر حياةً ثانية وانّه سَيقيمهم من الاموات.. وسيدينهم بالعدل... وآمنوا انّه خالق الخلائق و[اب لجميع البشر] ولجميع [ا ل يم]= جماعة "ا ل "= الملائكة.. وهذا ما تُبرِزُه  مخطّوطات مدينة  "اوغاريت" بتاريخ مئتين وخمسين سنة  قبل موسى النبي (ترجمة د. انيس فريحة: ملاحم واساطير من "اوغاريت")... فوُجِدت في خَرائب هذه المدينة المُنافسة لصور, آلاف اللوحات من الطين المشوي بحالة جَيّدة وتُرجمت الى أهم اللغات وهي مَوجُودة اليوم في مَتحف "اللوفر" في باريس... وما زَوّرها احدٌ كما زَوَّروا المقاطع العَديدة مِن كُتًب "العهد القديم" وآخِرُها  كان في الجِيل التَّاسع  بعد الميلاد بِحِجّة ضَبط الالفاظ...  كما بيّنّاها في اطروحتنا الثالثة...
6- نَستنتج مِن خَلال مَلحمّة "هوميروس": الالياذة (مِن "ا ل") بِتاريخ السَّنَة ثماني مئة ٌ (ق. م.) انّ اهل اليونان قبل هذا التاريخ كانوا قد إعتنقوا الديانة الفينيقيّة واضعين اسماء يونانيّة مٌقابل الاسماء الفينيقيّة:"ا ل"="ثاوس".و"البعل"="زفس". و"عشتروت"= "أفروديت"...والرومان ايضاً كانوا قد إعتنقوا الديانة الفينيقيّة واضعين مقابل:"ا ل"="ستورنوس" و"البعل"= "جوبيتر" و"عشتروت"= "فينوس" وهكذا  لبقيّة [ا ل يم] مع كل صفاتهم الفينيقيّة ( د. أ. سركيس: الفينيقيّون مشاهد من حضارة. بالفرنسيّة...) واصبحوا الشعب الثالث الذي إعتنق الديانة الفينيقيّة..وكان الكهنة الفينيقيّون قد رافقوا تُجَّارهم الى اقاصي الجُزر وبَشّروهم بالقدّوس "ا ل " خالق الخلائق واب لجميع البشر ولجميع [ا ل يم]=جماعة "ا ل "= الملائكة الذين  يَعبّد لهم كل الشعوب ليكونوا شُفَعاء لهم  عند الخالق القدّوس ويَحمُوهم من الاعداء...وهذا ما اشار اليه يسوع لمّا قال للرسل:سَتَدخُلون في حقولٍ غيركم تعب في زرعها وستحصدون من اتعاب غيركم...
كما نقرأ في ملاحم "اوغاريت"عن الملك والكاهن دانيال الرجل الصالح الذي ليس له ولد...(ًص300) فتَقَدَّم البعل مُشفقاً طالباً من "ا ل": "لتقوينّه يا خالق الخلائق...فيكون له ابنٌ في بيته...فأخذ "ا ل" عَبده وبارك دانيال.." واصبح له ولد.. ونجد في سفر النبي حزقيّال14\14 أنّ دانيال الفينيقي هذا هو اقدس انسان بعد نًوح اب البشريّة الثاني فهو اقدس مِن كل القدّيسين العبران من ايّوب وابراهيم وموسى...ودانيال العبراني سَيُعرف بعد اربع مئة سنة من النبي حزقيّال الذي يقول في مَحلّ آخر:"ها إنّك أحكم من دانيال" قاصداً ملك صور : "الاوّل": ايّ "آدم" حسب ما برهنّا بالاطروحة الخامسة استناداً الى هذا النبي....(حز28\12)
 وابرام أتى مِن مدينة "اور" الكلدانيّة الى مدينة "شليم" الى عند مَلكها وكاهنها "الملك الصادق" كاهن "ا ل" العلي خالق السَّموات والارض والذي بارك ابرام باسم "ا ل" العلي خالق السَّموات والارض..وتَطعَّم بالديانة الفينيقيّة خاصةً عندما زِيدَ على اسمه حرف "الهاء" واصبح ابراهِم للتجانس مع الاسم المعظّم للخالق : "ا لُ هِيم" ( الهاء للاحترام تُوضع بعد الاسم و"يم"علامة الجمع للتعظيم..."ا ل هيم"=52  و ابراهِم=52 بالترقيم الكهنوتي) وفيما بعد ألصَقُوا الاسمَيْن : اور+ شليم= اورشليم... وعلى اسم موسى الحقيقي سَيُزاد ايضاً حَرف الهاء: مُ شَ هَ= مُشَهَ= 39 واسم مار بطرس بالسريانيّة: "كيفا"=39(ترقيم كهنوتي) وكل واحد هو الاوّل في جماعته..["ا ل"=13=الدرجة الاولى الالهيّة والدرجة الثانية: درجة الملائكة:فرئيس الملائكة الذي كلّم موسى:"يهوه"=2×13=26 والدرجة الثالثة : الدرجة البشريّة الثالثة: 3×13=39...]
وكان موسى قد هَرب من مصر أتى الى عند كاهن "مدين": "رَعوئيل" واعتَنَقَ على يَده الديانة الفينيقيّة مِثل جَدّه ابراهِم وتزوّج ابنت الكاهن"رعوئيل" وبَقِيَ يَرعى له غَنَمه الى ان رأى "نار العٌلّيقة"...وبعد ان أخرَج موسى الشعب من مصر اتى بهم الى جِوار الكاهن حَميه, واخبَره موسى بالمُعجزات التي صَنَعَها الذي كلّمه من نَار العُلّيقة "يهوه" لخَلاص الشعب فقال له الكاهن والنبي "رعوئييل": "يهوه" عظيمٌ فوق جميع [ا ل يم]...وهذا التحديد لهويّة "يهوه" سيبقى الى اليوم على اساس اللاهوت العبري...فلا موسى ولا كهنته ولا الانبياء ولا أصحاب المزامير سَيَجِدون افضل من هذا التَّحديد وجميعهم سَيُرَدِّدون عَشرات المَرَّات جُملة النبي رعوئيل عِبر الاجيال الى اليوم...وكلمة "يهوه" ليست [اسم علم] لرئيس الملائكة بل تَعني الكائن (الثاني بعد الخالق)...ونَجِد في سِفر الخُروج18\12واخذ "رعوئيل مُحرقة وذَبائح وقَدَّمها الى "ا ل هيم" واتى هارون ورؤساء الشعب واكلوا مع رعوئيل حَمي موسى امام "ا ل هيم". وكانت حَفلة  العِبادَة هذه  للخالق "ا ل هيم" الاولى والاخيرة واليَتِيمَة امام الشعب وكل الحَفلات العِبادِيَة ستكون الى "يهوه" الذي سَيَرِد إسمه في كُتُب موسى الاربعة اكثر من الف وثلاثة مئة مرّة ...واسم الخالق: "ا ل هيم" وَرَد خَمسين مَرّة تَقريباً وأغلبهم على لسان النبي الفينيقي "رعوئيل" وعلى لسان النبي الفينيقي الاكبر "بلعام"...(لقد بَرهنّا في اطرُوحتنا الرابعة إنَّ سِفر التكوين ليس من كِتابة موسى) وكان شعب موسى قد نَسِيَ ديانة اجداده وتَعَوَّد على الديانات المصريّة فلمّا أبطئ موسى على الجبل أجبر الشعب هارون ان يصبّ لهم عِجلا ذَهبيّاُ مِن حُلى نِسائهم وعَبَدُوه...وكانوا الشعب الرّابع الذي إعتنق الديانة الفينيقية ولو نصفها..
وموسى ما اتى بخالقٍ جديد بل  ادخل الشعب بالديانة الفيتيقيّة مع القدّوس"ا ل" خالق المخلوقات و"يهوه" كرئيس ملائكته ولكن لا نعرف لماذا توقّف موسى هنا عند النصف الاوّل من الدين وما اعطى الشعب النصف الثاني من الديانة الفينيقيّة اي الايمان بانّ الفدّوس "ا ل" قادر ان يُقيم الموتى وقادرٌ ان يعطي البشر حياةً ثانية افضل وانه هو الذي سيدين بالعدل كل البشر...فلهذاعاش العبران الى اليوم كنصف وثنيّين..فهدف العبراني للسعادة, وحسب الانبياء هو المال والبنون وان يجلس تحت تينته وقُرب كرمِه مع الاقرباء والاصدقاء ويتنعَّم معهم...وبعد ان يشبع من الايّام تكون نهايته كنهاية الحيونات..وهذا معنى كلام يسوع:"جئتُ لأكمّل"وكان قد اتى اليه فريقٌ من العبران يستهزؤن به عارضين عليه قضيّة سبعة اخوة تزوّجوا امرأة واحدة كلٌ منهم لفترة قصيرة وماتوا... وقالوا له: فإذا كانت هناك قيامة – كما تدّعي- فامرأة مَن ستكون؟...إنما فريقٌ صغيرٌ إبتدأ يؤمن بالقيامة وهذا ما سهّلَ تصديق قيامة يسوع..وهذا الفريق نجّى بولس من الموت عندما حاول اليهود قتله فصرخ "انا فريسي" فانقلب جماعته يدافعون عنه. ...
ولا نعرف ايضاً لماذا موسى عظّم رئيس الملائكة "يهوه" اكثر من الخالق "ا ل هيم" فما اعطاهم وصايا الخالق بل وصاياهوه".. ونزل "يهوه" على  رأس جبل سيناء... (فالخالق يملئ الكون) 1- ":انا "يهوه" [ال هي كَ] (مفرد [ا ل يم] الذي اخرجك من مصر من دار العبوديّة, لا يكن لكَ "يهوه" غيري امام وجهي... (وهذه هي الترجمة الحرفّيّة عن النصوص الاصليّة)... انا [ا ل هي] غيور...فالخالق الاعظم مِن مَن يغار؟... 2- "لا تحلف باسم "يهوه" بالباطل." وباسم "ا ل هيم"؟  هل يجوز للعبران ان يحلفوا به بالباطل؟...4- اكرم اباك وأمّك حتى تطول ايّامكَ على الارض التي يعطيك ايّاها "يهوه"                [ا ل هي كَ]... والعبري الذي لا يسكن على هذه الارض؟؟؟ والاكرام ليس إكراماً للخالق بل لمنفعة شحصيّة.. 8-لا تشهد  شهادة زورعلى قريبك (العبراني).وبقيّة البشر؟؟؟...9- لا تشتهِ امرأة قريبك (العبراني) وبقيّة نساء الشعوب؟؟؟ 10- لا تشتهِ ارزاق قريبك (العبراني)...وسيأتي احد اليهود ليقول ليسوع :"مَن هو قريبي ؟؟؟ فبرهن له بمثل انّ قريب "اليهودي الجريح" كان احد اعدائه من السامريّين..(فكان وما زال اليهود اغنى اغنياء العالم)...والنبي "ملاخي" يجعل"يهوه" يعاتب الشعب فيقول: لا ارضى تقدمة مِن ايديكم, لانّه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيمٌ في الأُمم وفي كل مكان تُحرق وتقرّب لاسمي تقدمة طاهرة"... ولكن كل هذه الشعوب تُقدّم لرئيس الملائكة الفينيقي الذي اسمه غير مَعروف ويُسمّونه "البعل"اي السيّد...وكلمة"يهوه" التي تٌشير ايضاً الى رئيس الملائكة ليست اسم علم بل تَعني الكائن ونَرى انّ "يهوه" يُساوي بِنفسه مع البعل=السيّد الذي مِن مشرق الشمس الى مغربها يُكرّم... والان نُكرّم كرئيس ملائكة الذي من بدء الكون ومن اعالي السماء صرخ:" مِ كَ "ا ل"= مَن مثل "ا ل" ونكرّمه باسم صرخته: مِ كَ "ا ل"=ميكائيل وهذه الكلمة ليست اسم علم ونرى ان الاسماء الثلاثة تعني كلّها ذات الشخص: إذا رئيس الملائكة هو "البعل" وهو "يهوه" وهو ميكائيل... وشعوب الديانة الفينيقيّة ما تعبّدت ابداً لاصنام...بل للملائكة ورئيس الملائكة... إنما الفرع العبراني ما تعبّد إلا لرئيس الملائكة بصورة حصريّة وتناسوا كثيرا العبادة للخالق"ا ل هيم"....
وموسى كما مار بولس حاولا إتباع النموذج الفينيقي في الخلق : فكما انّ الفكر الفينيقي يقول ان الخالق خلق "اشيرة" امّ جميع [ا ل يم] ومعها خلق سبعين [ا ل يم]... ونجد مثالا في مخطوطات "اوغاريت"ومن عصر الانحطاط انّ: "ا ل" يريد خلق اثنين جُدُد مِن [ال يم]: فيعانق اُثنتين من بناته(ص356).. "وهكذا, بالتقبيل حَبِلتا, وبالعناق الحميم, جاءهما المخاض وولدتا.."(في هذا الوقت القصير: فهم ارواح).. وهكذا مار بولس تصوّر ان الخلق خلق من الارواح البشريّة اوّلاً " روح يسوع" وبه ومعه خلق جميع ارواح البشر. وتصوّر موسى والكهنة فيما بعد: انّ الخالق "ا ل هيم" مع رئيس الملائكة "يهوه" خلق الجلد الذي سمّاه سمَوات(تك1\7) والارض والبحار واستراح في اليوم السابع: إسْتراح إستِراحة ابديّة....... ويسوع سيقول: "ابي يعمل دائماً"...وفهمه الكهنة جيّداً...فأخذوا حجارة ليرجموه...واستناداً لفكرة مشاركة "يهوه" بخلق الاشياء الجامدة, فالكثيرين فكّروا بالوهيّة الاسم "يهوه"...واهل الديانة الفينيقيّة فكّروا ان المشاركة بين الالوهيّة والملائكة كانت بين"اشيرة" امّ الملائكة مع الخالق...ومار بولس وجماعته يفكرون انّ روح يسوع هي اوّل روح بشريّة خلقها "ا ل" القدّوس ولها وبها خلق جميع الارواح البشريّة..والانجيلي يوحنّا الرسول يقول:(اع1\1..) في البدء كان"الكلمة"= دَ بَ ر (بالفينيقيّة) و"الكلمة" كان لدى  "ا ل هيم"..[به كان كل شيء]..و"الكلمة" صار بشراً فسكن بيننا فرأينا مجده....فنرى أنّ فكرة ["سُمُو" الاب الخالق] وقداسته هي  مُسيطرة عند جميع الشعوب فلا تَقبل ان يتنازل الخالق ويخلق كل المخلوقات بل على مثال آدم وحوّاء يخلق اوّل المجموعة وبها يكتمل ويستمر الخلق...                                                                                                                                                                                                                                                                      
ويسوع ايضاً ما اتى بخالقٍ جديد بل حاول ان يُكمّل للعبران النصف الثاني الذي ما اعطاه موسى لشعبه اي الحياة الثانية والدينونة والقيامة والتي سَيُعطي البرهان عنها بقيامته الشخصيّة... ورُسل يسوع ما بَشَّروا بديانة جديدة بل بيسوع النبي الاكبر, بين العبران الذي اقامه من بين الاموات"ا ل"="ا ل هيم"="ثاوس" وحاولوا تبشير اتباع الديانة الفينيقيّة ونجحوا بصعوبة لانّ اغلبهم كانوا من الشعب البسيط: صيّادي سمك ويجهلون حقيقة  الديانة الفينيقيّة التي كانت تضع "تماثيل" لرئيس الملائكة  السّيّد= البعل ولبقيّة [ا ل يم] وكان موسى قد قال كسّروا اصنام المصريّين ولكن كسّروا"تماثيل" [ا ل يم] الفينيقيّين... وكانت العبادات جَماعيّة عند اهل الديانة الفينيقيّة. واتباع يسوع كان يُحرّم عليهم المشاركة بالعبادات الجماعيّة وحجّة الغير مثقّفين, من الشعب الغشيم, إن العبادة الجماعيىة هي للاصنام ...ورفضُهم المشاركة كان يُسبب لهم الموت ما كانوا يُسمّونه الاستشهاد. ولكن بعد ما كُتِبَت الاناجيل وقرأها كبار القوم والمثقفين فَرحوا كثيراً بهذا النبي من "الشعب الرابع" الذي تَبِع ديأنتهم.. واصبح لديهم تجدّد قوي وسريع بالقدّوس"ا ل" خالقهم الذي اقام انساناً نبيّاُ من الاموات وتَمَعَّنُوا  باقواله فوجدوها مطابقة لايمانهم من جهّة ابوّة الخالق والمحبّة الاخويّة ووصايا يسوع التي تفوق المئتين والخمسين وتدعو الى الكمال والقداسة بالتقرّب نحو القدّوس "ا ل" خالقهم...فبعد كتابة الاناجيل بنحو مئة سنة كان الايمان بيسوع وتعاليمه فد انتشر في كل  مُدُن الامبراطوريّة الرومانيّة, وتَبنّوا يسوع واستبدلوا الذبائح الدّمويّة بذبيحة يسوع الغير دمويّة وهذا ما اعطى الانطباع ان اتباع الديانة الفينيقيّة قد تناسوا ديانتهم.فكان بالعكس فرفعوا النبي يسوع الى رتبة اللالوهيّة كما سنرى
وكان الفينيقيّون يؤمنون انّ القدّوس "ا ل" هو ثالوث وكان كبار الكهنة منهم يَعرفون اسماء الثالوث ...فحاول  الاساقفة من اصل الديانة الفينيقيّة الذين آمنوا بيسوع الذي اقامه خالقهم القدّوس "ا ل" وضَمُّوه كأكبر نبي الى ديانتهم التي تُؤمن بالقدّوس "ا ل" اب لجميع البشر ولجميع الملائكة وبحثوا هل يوجد في تبشير يسوع ايّ شيء يدلّ على فكرة ثالوث في تعاليمه في الاناجيل فوجدوا في انجيل يوحنّا فقط:"انا والاب واحد"و"مَن رأني رأى الاب"...سأرسل لكم "الروح القدس" "البارقليط"= المساعد"فوجدوا ما كانوا  يَبحثون عنه.. وفي اوّل فُرصة بعدما اعطى الامبراطور قسطنطين الحُرّيّة الدينيّة بسنوات قليلة,  تَجمَّع الاساقفة في الامبراطوريّة في "نيقية" وكانت الاكثريّة من اصل الديانة الفينيقيّة الذين اقرّوا عَقِيدة الثالوث عند الخالق ثمّ رَفَعوا يسوع الى دَرجة الاقنوم الثاني من الثالوث والذي تَجسَّد من العذراء مريم... فقام ضُدَّهم الاساقفة من اصل عبراني بزعامة الاسقف "اريوس"..  وكانوا قد قبلوا بِصعوبة رفع يسوع الى رتبة "الملك الصادق"  بالرسالة الى العبرانيّين واصبح النبي يسوع رئيس كهنوت العهد الجديد وهكذا انفصلوا عن العبرانيّين ....فبولس كان يقول قبل الرسالة الى العبرانيّين "انا اتبع ديانة اجدادي ولكن على"الطريقة"التي يقول عنها الكهنة العبران إنّها "هرطقة" (اع24\14) فالديانة الفينيقيّة رفعت يسوع الى رتبة "الالوهيّة تاركةً الاريوسيّين يُذكّرون بالاناجيل الثلاثة وبمار بطرس وجميع الرسل وبِحُرم مار بولس الذي يقول: "لو بَشَّركم حتى ملاك من السماء خِلافاً لِما بَشَّرتُكم به,  فليكن محروماً.. ..  وموسى الذي قال: "سيرسل لكم "يهوه" انبيّا مثلي" (اي انسان مثلي) فَربِحت شَكليّاً الجماعة من اتباع الديانة الفينيقّة...
ولكن فِعليّاً ربح الاريوسيّون...لان احدهم كان داهية ومن الفريق العبراني وصديق حميم للامبراطور فجعله ينفي واحداً فواحداً جميع الاساقفة اتباع الثالوث  ويضع مَحلّهم اساقفة اريوسيّين (إنما هو, فعل هذا بنيّة حسنة)... ورجعت الصلوات اريوسيّة والكتابات بما انّ اكثريّة الاساقفة كانوا اريوسيّين... وهكذا كُتُب الرهبان..وعمَّ الفكر الاريوسي صلوات القدّاس خاصةً  بعد ان اصطحبوا الامبرطور"كونسطنس"الى"ميلانو" بايطاليا, حيث جمّع اساقفة الغرب وخيّرهم بين النفي او الرجوع الى الايمان الاريوسي...ونفى الاكثريّة حتى "بابا رومية" فوضع محلّه "فاليكس" الاريوسي (سنة350) واسرع هذا, بتغيير الصلوت ورتبة القدّاس خاصةً :لانه باعتقادهم لا يقدر نبي ان يصنع اعجوبة إلا بقوةٍ اعلى منه او الرب: "يهوه" او الخالق فاكتفى بطلب قوّة روح الرب:"يهوه" طالباً: "استجبني يا رب وليأتي روحكَ الحي القدّوس (وآخر كلمتين للتمويه إكراماً للمعترضين, فيقول لهم "ولو ! هذا ما تسمّونه "الروح القدس") ..فيسوع ليس بالنسبة اليه ابن الاب المتجسّد الذي يستطيع بقوّته الخاصة ان يجعل الخبز جسده والخمر دمه....بل احد الانبياْء وحتى اكبرهم وليس من رتبة "يهوه" ولا من رتبة الخالق حيث وضعه اهل الديانة الفينيقيّة...فهم غرباء عن ابراهيم ونسله اهل الموعد (فيتناسون انّ ابراهيم كان قد إعتنق هذه الديانة وهو الغريب عن ديانة "ا ل" خالق الخلائق...) فوزّع "بابا رومة هذا" رتبة قدّاسه الى اساقفة العالم.  فالاساقفة الاريوسيّون قبلوها لانّها حسب معتقداتهم وقبلها الاقلّية الاخرون لانها آتية من "رومة" وطاعة رومة واجبة. وهذه الرتبة للقدّاس والصلوات ما زالت اريوسيّة الى اليوم مطعّمة ببعض جُمَلٍ تذكر"الاب والابن والروح القدس" وتبقى رتبة القدّاس والصلوات بنسبة تسعين بالمئة(90%) اريوسيّة لجميع رتب القداديس للكنائس الشرقيّة... وحصل شبه تجديد بالكنيسة المارونيّة بحجّة الرجوع الى الينابيع والتراث...وللاسف كل التراث هو اريوسي وهذا اغرق الطائفة في الاريوسيّة اكثر من قبل...فنرجو الرجوعة الى بحثنا الثامن حيث درسنا الرتب صفحةً صفحة  وسطراً سطراً وكلمة كلمة. وابرزنا  الالقاب المزيّفة ليسوع الذي لا تليق به إلا كلمة: "قٌدّوس"...وهذه الكلمات الرنّانة: ربّ=سيّد بالسريانيّة كيريّا= سيّد باليونانيّة, رب الارباب... سيّد السادة... ملك الملوك....(فايّ ملك ما كانت سيرته وسخة من داود الى سليمان....... وكلمة مسيح اي ملك مُسِح بالزيت".. فليس لها ايّة قيمة دينيّة فكل ملك عبري هو ميسح..وخاصّةً الملك داود في المزامير    والملك الفارسي الذي سمح للعبران ان يبنوا هيكلهم سمّوه: [مسيح "يهوه"].. هللوا  يه .."= هللوا "يهوه"- "هو..شعنا"= "يهوه" يخلصنا. الله الاب- فالله هو ثالوث- فكيف الثالوث الاب؟ --ايّها الاب وروحك القدّوس فهذا روح الاب وليس الروح القدس الاقنوم الثالث...المذبح الغافر فمن يغفر المذبح او المذبوح-- الجمرة الغافرة او الخالق الغافر....
وكان السريان قد بشِّروا بعض القبائل في فجر المسيحيّة وكانوا يًصلّون معهم بالسريانيّة وينشدون معهم للخالق:" قديشات "ا لُ هُ" لمدّة نسبيّا قصيرة الى ان  اصبح لديهم عدَة كهنة.. فترجموا الصلوات الى العربيّة واحتفظوا بعدّة كلمات سريانيّة وفينيقيّة: ربّ, ملاك, هللوا "يه...", هوشعنا, قدّوس, يوسف, مريم, اسماء الانبياء والرسل, واسماء الملائكة...ولكن اسم القدّوس:"ا ل"=الُ هُ" لا يُترجم  فوضعوا امامه للتكريم والتعريف:اداة التّعريف العربيّة:الْ فاصبح الاسم:الْ+"ا لُ هُ"=اللهُ واصبحوا الشعب الخامس الذي دخل في جوّ الديانة الفينيقيّة.وبعد نحو خمس مئة سنة كان قد انتشر الدين المسيحي الاريوسي في السعوديّة وخاصة في منطقة مكّة حيث المسؤل: مطران مكّة, ورقة بنُ نوفل الاريوسي و"السبئي"الذي كان يعلّم اتباعه العمل بكل الفرائض العبريّة اوّلا ثمّ المسيحيّة ليكونوا صالحين فتشرّب اهل المنطقة هذه المبادئ منذ صغرهم.   فلهذا نجد في الاسلام الايمان اولاً بجميع انبياء العبران ثمّ الايمان بِ "المسيح عيسى ابن مريم هو وامّه آية للعالمين" حسب الايمان المسيحي الاوّل الاريوسي قبل مجمع "نيقية" وما  كان الاسقف يؤمن لا هو ولا كهنته بالثالوث بل بيسوع نبي العبران ومسيحهم وعند بدء الاسلام كان كل شعبه يعيش هذا الايمان فعند بدء الدعوى ما كان بالامكان تحديد ما هو من الماضي من العبريّة وانبيائها ومن "المسيحيّة الاريوسيّة السبئيّة" وما هو وحيٌ جديد...وعند تلاوة أيات اسلاميّة على الملك "النجاشي"المسيحي مِن الموفدين له قال:"إذا كان هذا اسلامكم, فنحن اسلامٌ قبلكم" (لكثرة التشابه بالايات المسيحيّة قبل التغييرات التي احدثها المصحف الاوّل ايام الخليفة عثمان)...وكان الاسلام "الجماعة السادسة" التي دخلت في جوّ الديانة الفينيقيّة وبمفهوم وايمان اوسع من العبران:متخذين النصف الاوّل من الديانة الفينيقيّة ايّ"ا ل هيم"=اللهمَّ,الخالق. والنصف الثاني الايمان بالخالق القدير ان  يُقيم  الاموات ويعطي حياةً ثانية ويُدِين دينونة عدل:  فَيُكافئ,  ويُجازي......
ونستنتج من كلّ ما سَبَق: انّ كل هذه الشعوب تَعبَّدت الى ذات الخالق :"ا ل"="ا ل هيم"=ثاوس=ستورنوس="ا لُ هُ"=الله لانّ كل دِين جَديد  يَتَميّز اولآ, باسم الخالق الجديد ....وهنا ليس من خالقٍ جديد....إذاً لا تُوجد عِدّة اديان بين الشعوب التي ذَكرناها بل هو دِين واحد بِعِدَّة فُرُوقات وخَصائص ثانويّة...لهذا, لتَكُن الحِوارات تَهتَمّ فقط بالخصائص الثانويّة بين الاخوة  لآبٍّ وَاحِد وهو "ا ل" خالق الخلائق واب لجميع البشر ولجميع الملائكة.... فالملائكة إخوتنا وإن كان اسم رئيسهم "يهوه" او"البعل" او جبرائيل... جميعنا إخوة ولو تقاتل اجدادنا...جميعنا إخوة ولو اجدادنا غيّروا قناعاتِهم واصبح كلّ اخٍ ضد اخيه... جميعنا اولاد خالقِ الخلائق ولو فريقٌ من اجدادنا ترك العبرانيّىن والتَحَقُوا باتباع يسوع... والكثيرون من اجدادنا تَرَكوا يسوع والتَحَقٌوا باتباع "المسيح عيسى بنُ مريم".. والفريقين إنقسموا الى عدّة فُروع وهذا ما شوّه وجه الدين الواحد.
جميعنا إخوة ولو قِسْمٌ مِن اجدادنا بعد انّ أبدَعُوا [بالازهر] في مصر إنقرضوا بقوة فريق من الاخوة... وفَريقٌ آخر من الاجداد عَلّوا "عَلياً" الى رتبة "العلي"... وفريقٌ من الاجداد الاوروبيّين الذين إنشقُوا لسببٍ تافه: ما يُسمى "بَيْع الغُفرانات" وبعدها إنزَلقُوا وباعُوا نصف الايمان فابطلوا نصف المقدّسات وتشابهوا باتْبَاع "المسيح عيسى بن مريم" بالغَاء ما كان اساسي في الدين عند  كل الشعوب: ايّ الكهنوت.... وكان اُسقف مَكّة قد حَرّمه اساقفة مُحيطه السريان نَظراً لافكاره المُتَطرّفة, لهذا نَصَح أهل الحَرَكة الجديدة بِمَنع ايّ شَخص ان يُسَكّر باب الدِين على غيره, فألغِيّ الكهنوت .. ومُؤسِّس الفريق الانفصالي  المسيحي"لوثر" ما وَجد ايّ اسقف يَتبعه, فالغُى الاسقفيّة وكل الكهنوت .. فلا ندعو لاي عملٍ سيخجل منه الاحفاد...ولا نتمنّى  ان ينفرد احدٌ ويتفرّد ويغَيّر قناعاتِه بل يتابع مع رفاق دربه ويتَّجه  مع جماعته الى لقاء بقيّة الجماعات الدينيّة المؤمنة بالقدّوس الخالق "ا ل"="ثاوس" "ا لُ هُ"= اللهُ....
 لنبدأ بتصحيح التعابير: فلا يليق بالخالق إلا كلمة قدّوس ويَجِب تَجَنُّب كلمة :ربّ= معلّم بالسريانيّة وَ"كيريا"= سيّد باليونانيّة, والكلمات الرنّانة المهينة للخالق: "رب الارباب سيّد السادة , ملك الملوك (فايّ ملك كانت سيرته مثاليّة؟ لآ داود ولا سليمان ولا نبوكدنصّر ولا غيرهم... فحتى "اتباع الثالوث" ورثوا من الاريوسيّة هذه التعابير المهينة ليسوع .........  وما سَلِمَ من هذه  التعابير مصحف جماعة "المسيح عيسى بن مريم"... فلقد ترجموا كلمة "يهوه" بكلمة "كيريا" اليونانيّة. والسريان ترجموها الى الكلمة السريانيّة "ربّ": ومصحف عثمان الاوّل المتشرب لهجة مكّة وايمان اسقفها الاريوسي "ورقة بن نوفل" والصور المكّية, نجد فيها مئات كلمات "ربّ"وهي كانت تعني اولا "يهوه" وليس الخالق ولكن الشعب تدريجيّاً اصبح يفكّر انّ "ربّ" تعني الخالق وهذا غلط لانّ القدّوس ليس ربّ= سيّد....
سنُلقي نَظرة الى الوراء- "غير بريئة"-  فنقول: لو ما أقدم اهل الديانة الفينيقيّة  على رَفع يسوع الى رتبة الخالق جاعلين منه الاقنوم الثاني المتجسّد فمَا كانت حَدثت كل هذه الحروب الدينيّة والقتل والتقاتُل بِسبب  عَقيدة الثالوث ولا بِسبب "بَيع الغُفرانات" ولا بِسبب دِيانة جَديدة تُكَفِّر جَميع اولاد الخالق وجَميعهم يَتَجنَّبُون اتباعها ويَخافونهم خَوف النِّعاج من الذئاب.. والمُضحك المُبكي انَّ نُصف هذه الديانة اصبح يُكفّر النُصف الاخر وقاتلوا وقتّلوا بعضهم  وهَجَّروا بعضهم باسم الخالق الواحد.. وهذا ما يُحزن ويُبكي كل اولاد الاخالق الذين يُشاهدون قِسمأً من إخوانهم يَقتُلون ويُقتَلون بِحِجَّة تَكريم الخالق... فكانت  نَتيجة عَمل الخَيرالفينيقيّة بَرفع يسوع الى رتبة الخالق جَلبَت على البشريّة الخَوف والتَّهجير والكوارث والقَتلى بالآلاف مع الاف الارامل والاف الايتام مع انهار الدُمُوع والدَّم عِبر الاجيال.. هل هذه ضَريبة عَمل الخير؟؟؟  هل يَقبل أتباع الثالوث ان يَرجعوا الى يسوع النبي ؟؟ وهل يَقبل اولاد ابراهبم الرُّجُوع الى"مردوك" مَعبُوده الاوّل في العراق؟ وهل يَقبل جَماعة "المسيح عيسى بن مريم" الى الرُجُوع الى ايمان اهل مكّة الاوّل ؟
سنشرح العبارات التي تعني الخالق وملائكته, وتداخل العبارتين المتجانستين: الخالق="ا ل" ورسله الى البشر:[ا ل يم]= جماعة "ا ل" ايّ الملائكة الذين ما وَجَدَت لهم اللغة الكنعنيّة - الفينيقيّة تَسمِية منفردة بَعِيدة عن اسم الخالق ...وبما انّ ديانة  القدّوس"ا ل"هي ديانة كنعانيّة – فينيقيّة لا تُفهم جيّداً إلا من خلال لغتهم وعقليّتهم و"جميع"المترجمين وخاصّةً الاوروبيّن. (ولقد درسنا لغاتِهم في بلادهم ومع افرادٍ منهم , واصدرنا أطروحتنا الاولى بخمس لغات: الفرنسيّة والانكليزيّة والايطاليّة والاسبانيّة والعربيّة  وسنتابع).. فاغلب الانحرافات في الدين عِبر الاجيال اساسها تَرجمات غير دَقيقة للغّة وللفكر الفينيقي ابتداءً من العِبارتين الاساسيَّتين :"ا ل" و[ا ل يم] :فتُرجِمَت عِبارة "ا ل" الى"ثاوس" باليونانيّة وبالاتينيّة الى ساتورنوس ثمّ "داوُس" فينشدون:"سانكتوُس داوُس" بالاتينيّة, وباليونانيّة "اجيوس ثاوس" =قدّوس "ا ل" ولكن يجب ان نأخذ "ا ل" كاسم علم لا يُترجم مثل كلمة "رفائيل" التي تبقى تقريباً ذاتها في كل اللغّات...ولكن القدّوس "ا ل" لا يُسبّحه احد اليوم باسمه الذي يُحبّه... وكل كائن يُحب اسمه ويُجاوب عند النداء باسمه ويَتَجاوب, ويَفرح بِتَكريم اسمه, فشخصيَّته هي التي تُكرّم وهكذا لاسماء الملائكة والقدّيسين... فالبشر يُسبِّحون الخالق باسماء بعيدة عن اسمه القدّوس "ا ل" بلغاتهم:"ديوس", "دِيُّو"  "ديو"  وبالانكليزيّة "جود"(جيم مصريّة)... فاين القدّوس "ا ل"؟؟؟؟؟ فلا يسمع ابداً إسمه.. فربما لهذا السبب لا يجد البشر تجاوباً كبيراً وسريعاً كما يتمنّون ولانّه في اغلب الاحيان "هذا الشعب يُكرّمني من الشفاه وقلبه بعيدٌ عنّي..."............      .             ومنذُ انفتاح العالم الغربي على كُتُب العهد القديم العِبري  نجد هذه الغلطة الكبيرة في الترجمات: وهي في ترجمة كلمة [ا ل يم] فهم جماعة "ا ل" وترجمة المفرد يُقال عنه [ا ل هي] وعندما نعني الذي انت تتعبّد له نقول عنه :   [ا ل هي كَ] ولكن الغلطة الكبرى في الترجمات : فيكتبون :"الهك" وتعني هذه الكلمة: خالقك بدل ان يكتبوا:ملاكُكَ الذي تتعبد له...وفي كُتُب العهد القديم يقول "يهوه" بلسان الانبياء عشرات المرّات "انا  [ا ل هي ك] وانت شعبي." ويُترجمون في كل اللغّات :"انا الهك اي خالقك ومن هنا دئب الشعب على اعتبار "يهوه " خالقاً , رغم انّ آخر الجملة يبرهن حقيقته كملاك بالعبارة : "انت شعبي" لانّه بالنسبة الى "ا ل" فكل الشعوب اولاده وليس عنده من شعبٍ مُفضّل على شَعبٍ آخر.. والكارثة في الترجمات انّ اهل الشرق هم كسالى  فبدل ان يرجعوا هم الى اللغّة الاصليّة الفينيقيّة يختارون الطرق السهلة ويترجمون عن اهل الغرب ولغاتهم التي تحتوي  الى اليوم على مئات الاغلاط – ونحن ترجمنا العهد الجديد والاهمّ من القديم وقارنّا الترحمات الاوروبيّة والعربيّة واحصينا الاغلاط عند الفريقين وسنعطي امثالاً وبراهبن...
"سفر التكوين":1\27:"فخلق "ا ل هيم" آدم على صورته ومثاله على صورة "ا ل هيم" خلقه ذكراً وانثى خلقهم  وباركهم "ا ل هيم" وقال لهم "ا ل هيم".... فما يقدر ان يعرفه اهل الغرب::اولاً من الرقم 26 الى الرقم30 وهم  خمس ارقام تتكلّم عن خلق البشر..وفيهم سبع مرّات اسم الخالق فهذا يشير حسب علم الاعداد عند الفينيقيّين الى قوّات الثالوث السبعة كما شرحنا في اطروحتنا السادسة ...حيث قلنا انّ الكهنة الفينيقيّين كانوا يعرفون انّ الخالق هو ثالوث وكبار الكهنة كانوا يعرفون اسماء الثالوث.. ثانياً: نجد اسمين لاوّل مخلوقين بالصفة الجنسيّة  واتت عشر كلمات وافعال بصيغة الجمع ولدينا المثنّى في اللغة الفينيقيّة فلماذا الكلمات اتت بالجمع فهذا يعني انَّ الخلقَ هو ثالوث: الذكر والانثى والنسل فهو على صورة الخالق الذي يُفترض ان يكون هو ايضاً ثالوثاً...فلا يوجد المثنّى في لغات اهل الغرب...فكيف يقدرون إكتشاف ما كشفناه؟ وبعد خطئتهما يصنع لهما اقمصة من جلد ويلبسهما...فهنا ئجد المثنّى لادم وامرأته وفي الفصل الخامس يرجع ويروي خلق الانثى والذكر وتأتي اربعة افعال بصغة الجمع من جديد...
"سفر التكوين" الفصل الثاني: يبدأ بوضع كلمة "يهوه" قبل كلمة "ا ل هيم" وبرهنّا في اطروحتنا الثامنة انّ هذا السفر ليس من كتابة موسى وأنَّ هذه العبارة من المخطوطات الفينيقيّة وكان قد استعملها النبي الاكبر "بلعام" في "سفر العدد"22-24   وحسب رموز الاحرف الفيميقيّة:ي=الابوّة والهاء =الروح ثمّ و=البنوَّة إذاً: "ي ه و"="يهو" والهاء الاخيرة هي اداة التعريف الفينيقيّة="يهوه"= الثااوث ...(والنبي بلعام ما كان يعرف موسى ولا مَن كلّم موسى).."يهوه ا ل هيم"= الثالوث "ا ل هيم"...فابن داود ابشلوم حين حارب والده نُزعت عنه صفة البنوَّة وكُتِبَ اسمه"ابشلم" وبعد موته تزوّجت إحدى بنات "ابشليم" فوُضعت ياء الابوّة...........وتوارث العبران مجموعة معتقدات وافكار وضعوها حشواً في اسفار العهد القديم واصبحت كتب مكدّسة من أثار الاجيال وليست كُتُب مقدّسة:فالهرطقات تلاصق العقائد الصحيحة...ففي البحث  العاشر عن المزامير ما وجدنا إلا خمسة عشرة مزمورأ تصلح للصلاة وسنكتفي بمثلين:مز16: الالهة الذين في هذه الارض, أولئك الاقوياء, هواي كلّه فيهم."  فاين "يهوه" واين "ا ل هيم"؟؟؟؟  مز137:"يا ابنة بابل, طوبى لمن يأخذ اطفالكِ ويَكسِر بهم الصَّخرة"...بلا تعليق...
"العهد الجديد" وسنكتفي بمَثلٍ واحد من عشرات وكنّا قد بيّنّها باطروحتنا الثانية عشر: مشكلة "إخوة يسوع": يَذكر انجيل يوحنّا خاصةً عدّة مرّات "إخوة يسوع"... ولاجل الترجمات الغلط يقتنع جميع "البروتستنت" خاصةً بأنّ العذراء لها عدّة اولاد والاناجيل عندما نترجمها حرفيّاً تعطي الحلّ يو1\41 "واندراوس لقيَ اوّلا اخاه سمعان وقال له وجدنا المشيح: وهنا غلطة ترجمة صغيرة ومفعولها كبيرٌ جداً..فباليونانيّة مكتوبٌ "اخوه الخاص"="إذيون"..والناصرة: مدينته الخاصّة="إذيّة" والسامري وضع الجريح على دابّته الخاصّة="إذيّة" وبانجيل مرقس نجد عن الرسل العِبارة: تلاميذه "الاخصّاء="إذيوي" ولكن مع عبارة "إخوة يسوع" لا نجد :لا "إذيون" ولا "إذيّة" ولا "إذيوي".. وزيادة على ذلك فاهل الشرق يقولون "إخوتنا الدروز واخوتنا الشيعة..." وبرهنّا ان الفينيقيّين هم إخوة يسوع بالدّمّ: فاولاد يعقوب باستثناء يوسف تزوّجوا كنعانيّات فجدّات العذراء نصف  دمهنّ كنعاني ونصف دمّ العذراء فينيقي... فنصف دمّ يسوع فينيقي...
 واللغة الفينيقيّة تعطي الحلّ الصحيح:فكلمة أخ من فعل "احبَّ": اح  واحت واحّاي:احبّائي... والعبران يلفظون الحاء: خاء فاصحت:"اخ واخت...............   وهذا فضلاً عن الترجمات التي تستَدرج الى هرطقات: في انجيل متى":مت1\18 : "قبل ان يجتمعا إذ وُجد لها في البطن من روحٍ قدّوس ...وقال الملاك ليوسف " لانّ الذي حُبِل بها من الروح "هو قُدّوس"=استين اغيون" وليس من الروح القدس فيصبح ليسوع ابوين "الاب" والروح القدس....فالعبران كانوا يفكّرون انَّ الخالق كالانسان له كيان وروح (على صورته ومثاله) فالروح هو" روح الخالق القدّوس" فالروح القدس ليس معروفاً في انجيل متى إلا في الجُملة قبل الاخيرة وربما مُضافة... وبولس يقول "إنَّ الروح  يَصبُر=(يتدخّل في) اعماق  "ا ل هيم" ولكن "ا ل هيم" هو روح............        انطوان  حنّا  استاذ اللغّة الفينيقيّة  وغيرها..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق