الحضارة الفينيفية المنسيَة

كان زمن عريق وكانت فيه فينيقيا هي المدينة والباقي قرية..

الاثنين، 25 مارس 2013

الديانة الفينيقية هي ديانة القدوس "ال"


الديانة الفينيقية ديانة القدّوس "ا ل " ، خالق الخلائق
20 Mars 2013 , Rédigé par Antoine Hanna

وصلت الينا بوضوح صفة القدوس "ا ل " ، خالق الخلائق" من مخطوطات "اوغاريت" من الجيل الرابع عشر ق.م. من خلال ملاحم واساطير ترجمها العالم انيس فريحة .وهي ترقى الى العصر الذهبي لهذه المدينة الفينيقية منذ العصر السادس عشر... فوُجدت في الحفريات ايضا مكتبة هائلة تقوم على الواح فخار" تتعلّق بالاقتصاد والاجتماع والسياسة"(ص10) . كما وجد قاموس بسبع لغات وقِطع شعرية اسطورية - موضوع الترجمة - وكانت هذه المدينة منافِسة لصور في الشمال....

واثبتت الوثائق الكتابية المكتشَفة في "تل العمرنة" في مصر والنقوش الحثية في خرائب" بوغز كوي" بالقرب من انقرة التركية وفي قيليقيا وغور الادن انّ بلاد كنعان كانت من انقرة الى غزة وحدود مصر :مدين (ورعوئيل كان كاهن مدين) ومن صحراء سورية ومن سهول ادنا التركية الى صحراء النقب...(ص 15-16)

تحتوي لوحات اوغاريت على ملاحم شعرية واساطير وادب ديني ومعجم وكتب مدرسية ولوائح تجارية ببضائع واسماء سفن وتجّار وشركات وعلى رسائل تجارية وادارية وعقود ووصفات طبيّة ، معظمها مكتوب باللغة الكنعانية بالحرف المسماري الاوغاريتي ( ص 20) وله ابجدية من ثلاثين حرفا (مع زيادة على الاحرف الفينيقية: ظ - ذ - خ - ث - غ - ض - إ وحرف مجهول لفظه (ص27-28) . واللغة الدارجة في اوغاريت تكوّنت من جرّاء خليط الشعوب التي كانت تتاجر معها ناقلة بضائعها الى الغرب المتأخر نسبيا وبضائع الغرب والجزر الى الشرق ودخلت في لهجتها الفينيقية الاصل كلمات بابلية واشورية وعربية ويونانية . كما انّ اللغة الدارجة في لبنان والشرق هي اصلا فينيقية بتركيب الجمل : فاعل وفعل ومفاعيل وانتهاء الكلمات بالسكون وتبدأ احيانا بالسكون. ولكن دخلت عليها آلاف الكلمات الفرنسية والانكليزية والايطالية وكانت قد دخلت آلاف الكلمات الفارسية والتركية وعشرات الالاف من الكلمات العربية التي حلّت محل الكلمات الفينيقية بتأثير المدارس: رَجُلها , زَلَمتها , بعلها..

" وكذلك وُجدت آنية عليها اسم الفرعون تحوطمس الرابع (1420-1411) وامنحوتب الثا لث (1411-1375) واساطير اقدم زمنا.. .انما دُوّنت في هذا الزمن" (ص20) . واوغاريت كانت على صِلات تجارية مع مصر والعراق وبَرّ الاناضول وكريت وقبرص والعالم الإيجي ... وكانت اللغة الكنعا نية (الفينيقية) والديانة الكنعا نية (الفينيقية) هي السائدة "(ص21-22)....

اتى ابراهيم مع ابن اخيه لوط واقتبسوا الحضارة الكنعا نية ولغتها وديانتها ...يقول سفر التكوين (تك14-18) : "واخرج "ملك صادق" ملك شليم خبزا وخمرا لانه كان كاهن "ا ل " العلي .وبارك ابراهيم وقال: "على ابراهيم بركة "ال العلي خالق السموات والارض. وتبارك "ا ل " العلي الذي اسلم اعدائك الى يديك."... واعطاه ابراهيم العُشر من كل شيء....... وقال ملك سدوم الى ابراهيم :اعطني النفوس والاموال خذها لك . فقال ابراهيم الى ملك سدوم :"رفعت يدي الى "ا ل " العلي خالق السموات والارض: لا اخذت خيطا ولا شريط نعل مما هو لك لئلا تقول: انا اغنيت ابراهيم"...وهذا كلّه يبرهن :" انّ ابراهيم كان قد ا عتـــــنــــق الديانة الفينيقية "على يد "ملك صادق" كاهن "ا ل " العلي خالق السماء والارض....والاحداث الثلاثة التي سبقت, تبرهن ذلك

: 1- اعطاء البركة: لا تعطى بركة "ا ل " امام شعبه لشخص لا يؤمن به ويمكن ان يستهزىء بها ...فيغضب الشعب

2- إعطاء العُشر :علامة الانتماء للدين

3- قَسَم اليمين باسم "ا ل ": فابراهيم هو برتبة ملك وقد انتصر على الملوك ويقسم امام شعبه وشعوب سدوم وشليم بالقدّوس"ا ل"خالق السموات والارض فهكذا يعلن انه اعتنق الديانةالفينيقية . وحفيده يعقوب يرى في الحلم سلّما من الارض الى السماء وملائكة "ا ل " نازلين وصاعدين عليه ...فيقول: هذا" بيت "ا ل " وهنا باب السماء. واستمرّ اسم المكان: بيت "ا ل"... وفيما بعد يستبدل له الملاك اسمه ويسمّيه "اسرائيل" ، فيكون هكذا قد "عمّده " بالديانة الفينيقية هو ونسله.. ولكن ما زال ابراهيم الكلداني الذي وعده "ا ل" بنسل...دخيلا ولم يتعمّق كثيرا بهذه الديانة على يد "ملك صادق"(الرسالة الى العبرانيين:فصل 7) وحفيده يعقوب الذي يشترط على"ا ل": اذا كان معي وحماني ...وارزقني ...وارجعني...يكون "ا ل" الهي" كان في ايمانه اكثر شكا من توما ومادّيا .

موسى ايضا – ذو الثقافة المصرية – الذي اعتنق ايضا الديانة الفينيقية على يد رعوئيل كاهن مدين الذي زوّجه ابنته واوكلاليه ان يرعى غنمه . كل هؤلاء جميعه كانوا دخلاء على الدِين ولم يتعمّق احد في الدين ليصبح كاهنا...وليس عندهم اي طموح واستمرّوا رعاة غنم... وفيما بعد كلّف موسى بالكهنوت هارون واولاده وبقيَ بعيدا هو واولاده ...وبعد ما اخرج الشعب من مصر الى "مدين" قرب جبل سيناء اتى اليه رعوئيل مع زوجته واولادها واخبره موسى بمعجزات "يهوه" ليخلّص الشعب.فقال رعوئيل :"الان علمتُ انّ يهوه عظيم فوق جميع الالهة" (الذين هم ابناء "ا ل " وهو فوقهم اي ابن العلي البكر ولم يسمه الها مثل الآلهة ، فهو كاهن ونبي ومتعمّق بالدين)" واخذ رعوئيل حمو موسى مُحرقة وذبائح الى القدوس "ا ل " وجاء هارون وجميع شيوخ اسرائيل ليأكلوا مع حمي موسى امام "ا ل "( وليس امام "يهوه الموجود معهم بالغمام ليلا ونهارا)...وهكذا إطمأنّ الشيوخ والشعب انّ موسى يقودهم بالطريق الصحيح. وعلّم رعوئيل موسى كيف يقود الشعب (بعد ما استمرّ كل النهار جالسا امامهم ويقضي لهم) : وقال له :كن انت للشعب امام "ا ل " وارفع انت القضايا اليه وتُنبّههم الى الفرائض والشرائع... وانت إختر من الشعب رؤساء الف ومئة وخمسين وعشرة وهم يقضون للشعب...وهكذا فعل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق