الحضارة الفينيفية المنسيَة

كان زمن عريق وكانت فيه فينيقيا هي المدينة والباقي قرية..

الاثنين، 25 مارس 2013

فضل واسبقية الديانة والعلوم الفينيقية على غيرها من الاديان والعلوم .



كان زمان وكانت حاضرتا صور وصيدون تاريخ العالم.
يقول احد المؤرخين الفرنسييّن "كان زمانٌ كانت فيه صور وصيدون تاريخ العا لم " - ما اعظم هذا التمجيد للفينيقيين –اللبنانيين

ويكتب العلامة د.ا. سركيس في كتابه الشهير " الفينىقيون...مشاهد من حضارة " (بالفرنسية): "تقول اطروحة في جامعة السوربون انّ هوميروس (مؤلفف الملحمة الشهيرة الالياذة ) هو فينيقي وانه كتبها او نقلها عن ملحمة فينيقية" . فما ابعد افاق هذه الاقوال!!!

بحثنا يتعلّق بفضل الديانة الفينيقية على الاديان السماوية :
نقل هوميروس في الالياذة كل الديانة الفينيقية والهتها وصفاتهم ووظائفهم الى اللغة اليونانية . واليونانييون كما يبين العلامة د.ا. سركيس في كتابه (ص 212 ) وضعوا مقابل " ا ل " كرونوس ، ومقابل بعل=زفس ، وهكذا تابعوا الى اّخر الالهة المهمين ....وقبل انهيار مجد الاغريق اخذ عنهم الرومان ذات الالهة فوضعوا مقابل ا ل = كرونوس =ساتورنوس ومقابل بعل =زفس = جوبيتر وهكذا الى بقية الالهة ..
ولما اتى الاسكندر الى صور ليقدّم ذبيحة للاله ملك قرت الذي كان الاسكندر يعتبره بحق "هيرقليس" وانه يعتبر نفسه من سلالته فلم يقبل اهل صور بدخوله مسلّحا مع جيشه فكانت الحرب . وبعدها جميع الذين وجدهم في الهيكل عفى عنهم ، ولكن المحتل قتل الفين من الابطال , كانوا قد استسلموا لانه هدد بقتل المدنيين في صور البرّية .....
ولما احتلّ الاروبيون بلا دنا وانشأوا فيها الهياكل الكبيرة لالهتنا بالاسماء اليونانية او الرومانية كان الفينيقيون يقدمون لها الذباىح على انها الهتهم . والبرهان انّ اله معبد بعلبك الكبير"جوبيتار" يحمل مثل البعل الصاعقة بيد وربطة سنابل القمح باليد الاخرى. (الفينيقيون مشاهد حضارة (ص 212 ) وراجعوا من 211-233 ) . فوُجد في لبنان اكثر من خمسين معبدا لجوبيتار بذات المواصفات .........
ليس من المفاجأة بعد هذا ان يظهر الفينيقيونةعبّاد الاله الواحد خالق جميع الخلائق والاب لجميع الالهة . الذين هم برتبة اقل من ملائكة لا يشاهدون ابدا القدوس " ا ل " بل يسمعون رعد صوته بعد سبع جبال وثمانية وديان . (وستصبح في التمثيليات سبع غرف وثماني رِواقات ).
ولكن البشر في كل الديانات يأتون بهرطقات . فالعديد من الطوائف المسيحية ابتعدت عن اساس الدين ، وهكذا في الدين الاسلامي (كالدروز والعلوين والبها ئييّن... ) . وهكذا بقيت الديانة الفينيقية المباركة تعبد " ا ل " الخالق القدوس (اب جميع الالهة ). وكانوا جميعهم عنده كموظفين لا احد منهم يخلق ولو طيراً.لذلك لا يمكن اعتبار الفينيقيين وثنيين بالمعنى المتداول ، وكذلك اليونانيون والرومان الذين اعتنقوا الديانة الفينيقية ، كما بينا سابقا، وكان اليهود يطلقون كلمة " جويم "(جيم مصرية ) على كل من هو غير يهودي ، اي من الامم ، ولكن المترجمين غير الكفؤين يضعون كلمة وثنييّن .... والتعامل اليومي بين اليهود ومحيطهم من ابراهيم واحفاده يدل على ان الجهتين تحت سقف "ا ل" يتكلمون ذات اللغة. والعبران يتزوجون منهم. ملك اسرائيل احاب يتزوج من بنت ملك صور. وطالما الخالق هو ذاته "ا ل" نرى على ممر العصور ان الشعب يميل الى عبادة الالهة المحلّين الفينيقية.
ويقول النبي ملاخي :"لانه من مشرق الشمس الى مغاربها اسمي عظيم في الامم وفي كل مكان تُحرق وتقدّم لاسمي تقدمة طاهرة لان اسمي عظيم في الامم .اما انتم فقد دنستموه واتيتم بالبهيمة المسروقة و العرجاء والسقيمة وقربتموها تقدمة (10\11).
هؤلاء هم الفينيقيون المنتشرون من مشارق الشمس الى مغربها والذين "دجّنوا" كل هذه الشعوب . كانوا حيثما ينزلون يسألون عن اله المكان ...فيقولون لهم انه اخ لالهنا لا ن "ا ل" هو خالق الخلائق واب جميع الالهة ويذبحون معهم الذبائح لالههم ويصادقونهم...والى اليوم الصداقات السريعة والقوية ترتكز على الدين. تقول المزامير العبرية " ا ل " في جماعة الله قائم وفي وسط الالهة يقضي
احكموا للكسير واليتيم وانصفوا البائس والفقير
نجوا الكسير والمسكين وانقذوه من بد الاشرار
..قد قلت انتم الهة وبنو العلي كلكم ( مز2 8)
وعند موت يسوع تزلزلت الارض وتفتحت الصخور..".ولما رأى قائد المئة والرجال الذين كانوا يحرسون يسوع معه ما حدث خافوا خوفا شديدا وقالوا "كان هذا ابن الله حقا ".
فماذا قال هؤلاء الرومان بلغتهم ؟ لقد قالوا انه ابن ساتورنوس .وترجم هذا القول نيقوديموس لجماعة يسوع الموجودين قرب الصليب . ( متى 27 \54 )
وكانت بلاد الكنعانيين الارامييّن الفينيقيين الذين يتكلمون ذات اللغة ولهم ذات الديانة تمتد من مصر الى فلسطين ولبنان وسوريا الى سهول ادنا في تركيا . ويقول " د. انيس فريحة " عن آداب هذا الشعب : "ولهذا الادب قيمة دينية خطيرة الشأن ...والديانة الفينيقية كانت تقوم على مُثل عُليا وعلى عقائد راسخة ..."
وأتى ابراهيم الخليل من "اور" الكلدانيين الى بلاد كنعان وتعرّف على ملك مدينة شليم ملكيصادق الذي كان كاهن " ا ل " العلي خالق السموات والارض . وبعد ان انتصر ابراهيم على ملك دمشق خرج ملك سدوم لاستقباله " واخرج ملك صادق ملك شليم خبزا وخمرا لانه كان كاهن " ا ل " العلي خالق السموات والارض . وبارك ابراهيم وقال :"على ابراهيم بركة " ا ل " العلي خالق السموات والارض . وتبارك " ا ل " العلي الذي اسلم اعدائك الى يديك. واعطاه ابراهيم العشر من
كل شيء (تكوين 14\17-24)
لعلنا لا نكشف عن سر عندما نقول إن ابراهيم
اعتنق الديانة الفينيقية على يد ملك صادق
كاهن " ا ل " العلي خالق السموات والارض
لسنا نحن الذين نعلن هذا اوّلا بل هو نفسه ابراهيم الخليل من يصيح امام جميع الشعب
والملوك لما قال له ملك سدوم : اعطني النفوس والاموال خذها لك . فصاح ابراهيم وهو المعتبر كملك لانه انتصر على اربعة ملوك وصرخ بصوت رهيب امام الملوك والشعب "رفعت يدي الى " ا ل " العلي خالق السموات والار ض لا اخذت خيطا ولا شريط نعل من جميع ما لك لئلا تقول اني
اغنيت ابراهيم "
فلم يقسم بالهته السابقين الهة الكلدانيين :نابو ومردوك ....بل بالقدوس " ا ل "العلي خالق السموات والارض ,,, (لا تذكروا اسم ألهتهم ولا تحلفوا بها (يشوع 23\7) ..... وفي الدين الاسلامي تكفي الشهادة امام شاهدين للدخول في الدّين . وهنا كل الشعب يشهد مع الملوك والمتكلّم لا احد يرغمه فهو برتبة ملك والمنتصر على الملوك .

لمحة عن الثنائي "ين ويان" : يعتمد رسم دائرة يقسمها خط ملتوي يبيّن كأنّ هناك سمكتين مكبوستان ...فاذا وضعنا الف "ا ل" على "ين" واللام على" يان" يحصل تقا ربٌ ما . ولكنهم وضعوا التفاعل بين المخلوقات فالقليل من الاول والكثير من الثاني والعكس يعطي الفرق بين المخلوقات .انما ليس عندهم خالق بل الكون كلّه "الله" وكل الموجودات هي اقسام من الله هذا... والله هنا ليس اله الاىسلام الواحد الأحد، بل بالعكس هو مجموعة المليارات من الموجودات .وليس هو " ا ل " الفينيقيين او المسيحيين : الثالوث .وبما انهم لم يستطيعوا التوسع بشؤن الخالق توسعوا بشؤن الموجودات من رياضات والوصول الى شبه معجزات شخصية.
ونجد في الفينيقية "علم" يفوق ما يتغنى به "اوشو" واجداده وتلاميذه :
1- اللغة 2- الدين.... 3- علم البحار 4 -علم الطب 5-علم الزراعة ..
كتب احد الفينيقين 25 مجلّدا عن الزاعة كانت موجودة في مكتبة الاسكندرية ايام اليونان ، ونقل عنها كاتب يوناني كما يعترف : حُكم على طبيب يوناني بالموت لان ابن الملك مات بعد ما اعطاه دواء ضد سم الحية . فلما دافع عن نفسه قائلا : "عمِلت كما علّمني استاذي في صيدون" . عفى عنه الحاكم ، لانه ليس من علم طب يعلو علم استاذ صيدون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق